في خطوة تهدف إلى تعزيز النزاهة والشفافية في سوق انتقالات اللاعبين، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اتخاذ إجراءات جديدة للحد من ظاهرة “كوبرى الانتقالات”، وهي الحيلة التي يستخدمها بعض الأندية والوكلاء لتمرير صفقات انتقال اللاعبين بطريقة غير مباشرة، غالبًا للالتفاف على قوانين الملكية أو اللوائح المالية والضريبية livehd7.
“كوبرى الانتقالات” هو مصطلح شائع في عالم كرة القدم يشير إلى صفقة انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر بشكل غير مباشر عبر نادٍ وسيط، غالبًا بهدف تجاوز القيود المفروضة من قبل اللوائح أو الاتفاقات القانونية. في هذه العملية، يتم نقل اللاعب مؤقتًا إلى نادٍ صغير أو من خارج الدوريات الكبرى، ثم يُعاد بيعه سريعًا إلى نادٍ كبير، ما يسمح بتعديل بنود الصفقة أو تخفيف الضغوط المالية على الأطراف.
تأتي خطوة فيفا في وقت حرج، حيث يستعد العالم لميركاتو الصيف 2025، والذي يُتوقع أن يشهد حركة انتقالات نشطة استعدادًا لكأس العالم للأندية بنظامه الجديد، الذي سيضم عددًا أكبر من الفرق والمباريات. ومع ازدياد حجم الأموال المتداولة، ظهرت مجددًا ظاهرة “كوبرى الانتقالات” كأداة للتهرب من الرقابة المالية الصارمة.
فيفا يرى أن هذه العمليات تمثل تهديدًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية، وتؤثر على نزاهة المنافسات. كما أن بعض هذه الصفقات تكون مدفوعة بعلاقات تجارية أو مصالح مشتركة بين الأندية والوكلاء، مما قد يؤدي إلى تضارب مصالح واضح.
في إطار التحرك الجديد، يدرس فيفا فرض مجموعة من الضوابط الصارمة على عملية تسجيل اللاعبين وتحركاتهم بين الأندية. تشمل هذه الإجراءات:
تأثير هذه الإجراءات سيكون واضحًا على الأندية التي تعتمد على “كوبرى الانتقالات” كأداة للتحايل على القوانين المالية، خصوصًا تلك التي تبرم صفقات مع أندية من خارج الدوريات الخاضعة لرقابة صارمة.
أما وكلاء اللاعبين، فقد يواجهون قيودًا جديدة في قدرتهم على تسهيل مثل هذه التحركات، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة هيكلة طريقة عمل سوق الانتقالات بشكل عام. كما يتوقع أن تزيد المنافسة الشريفة بين الأندية الكبرى والصغرى بعد الحد من التلاعب.
مع اقتراب كأس العالم للأندية بنسخته الموسعة، يتوقع أن تكون هذه الخطوة من فيفا بداية لمجموعة من التغييرات في منظومة كرة القدم العالمية. الرقابة على الانتقالات لن تكون فقط لحماية النظام المالي، بل أيضًا لضمان عدم تحويل اللاعبين إلى أدوات تجارية بحتة، تُستخدم لأغراض لا تمت بصلة للمنافسة الرياضية.
كما يُنتظر أن تؤدي هذه السياسات إلى تعزيز ثقة الجماهير في عدالة اللعبة، وتوفير بيئة أكثر استقرارًا للمواهب الشابة التي قد تتأثر سلبًا من عمليات انتقال عشوائية لا تركز على تطويرهم.
خطوة فيفا الجديدة للحد من ظاهرة “كوبرى الانتقالات” تعكس التوجه العالمي نحو مزيد من الشفافية والرقابة في قطاع كرة القدم. وبينما ستجد بعض الأندية صعوبة في التأقلم مع هذه التغييرات، فإن الفائدة الأكبر ستعود على مستقبل اللعبة واستقرارها.